“النـز” الطفح المائي.. كيف أثـر علي ثلاث ولايات سودانيـة

291

علي نحو مفاجئ باتت بقع المياه والتربة الرطبة والمياه تظهر في عدد من مدن السودان، مايعرف محليا بـ”النز” أدي لسقوط مئات المنازل في مناطق متفرقة من السودان كان نتاج لهشاشة التربة، تحقق السودان تفتح ملف النز في ولايات الخرطوم، الشمالية وولاية نهر النيل بعد التأثير الكبير الذي ظهر علي هذه المدن وادي لسقوط عدد كبير من المنازل، عدد من الاسباب ذكرها مواطنين وخبراء البيئة والمياه علي رأسها ارتفاع مناسيب المياه الجوفية وزيادة المياه الواردة الى الجوفية وتسرب شبكات إمداد المياه والصرف الصحي والكثافة السكانية العالية في المدن فما صحة هذه الادعاءات.

اليونسكو “للمياه”: المشكلة الاساسية هي ضعف البنية التحتية وبعضها بسبب قرب بعض المناطق من النيل

ظاهرة قديمة

عدد من مدن السودان عرفت “النز” مبكرا فلم تكن جديدة بل هي قديمة وقبل عدة سنوات ظهرت في بعض المناطق شمال السودان وهي مناطق “ككرمة، البرقيق، أبو حمد” وفي بداية الامر كان عبارة عن تصدع وشقوق في الأرض ومايعرف بـ”النحر” في الجدران ومع مرور الوقت سرعان ماتحول الى دمار وصل به الحال لانهيار عدد من المنازل.


خطر قادم
الخطير في الأمر أن بعض أحياء الخرطوم العريقة أصبحت مهددة بالغرق بسبب مياه النز بحسب خبراء ومختصين كما تعيش بعض أحياء أبو حمد شمال السودان اهتزازاً وعدم ثبات مما أدى الى تهدم البيوت، بعض الخبراء يرجحون الامر لقيام الى سد مروي والترع في الولاية الشمالية، اما ولاية الخرطوم في مناطق و أحياء “المعمورة وأركويت وكافوري وشمبات وامدرمان” فعزا بعض الخبراء الأسباب الى ارتفاع مناسيب المياه الجوفية بينما يرى آخرون أن الاسباب تعود الى مشكلة الصرف الصحي بسبب الكثافة السكانية التي تعاني منها المدن

المناطق المتأثرة داخل الخرطوم

النز تسبب في انهيار (1000) منزل  في قرية السنجراب شمال السودان 

سقوط منازل
في الولاية الشمالية وعاصمتها دنقلا والتي تضم مناطق تاريخية واثار قال مواطنون ان قرية السنجراب تهدم بها أكثر من (1000) منزل بسبب تلك المياه وأصبح المواطنون في حيرة من أمرهم وهم يجلسون في العراء.
الولاية الشمالية وولاية نهر النيل هي اكثر الولايات التي ظهر فيها النز بصورة كبيرة، بدأ ذلك جليا فيما يعانيه مواطنيها لمحازاتها لشريط النيل ومع كل ذلك الا أن الجهات المختصة تقف عاجزة أمام ذلك الأمر رغم النداءات التي أطلقها المواطنون هذا الخطر لا يقتصر على الولاية الشمالية ولا نهر النيل بل ستتمدد الظاهرة الى مدن أخرى بعد ظهور مؤشرات تشير أن بعض أحياء شرق الخرطوم مهددة بالزوال .

 

المواطن عثمان ابراهيم سليمان قال ان الوضع في غاية الصعوبة بقرية السنجراب حيث تهدمت عدد من غالب المنازل وما تبقى منها تآكل وأضاف “لو حفرت مسافة بسيطة بتظهر موية” وتابع في الفترة الصباحية يكون النز على سطح الأرض وطالبنا بخيم لأن المنطقة انهارت وسوف تدمر دماراً شاملاً وصرح “مافي أي حلول جذرية وسريعة والحكومة لم تتحرك حتى على مستوى الولاية” معبراً عن استيائه من هذا الوضع .

 

أثر السد
يعاني سكان ابوحمد والجزيرة منذ ظهور النز بصورة كبيرة من هشاشة منازلهم نتيجة نز المياه الجوفية داخل منازلهم وادى ذلك الى تدمير (150) منزل بصورة كاملة وتضرر جزئي لحوالي (800) منزل داخل الجزيرة مقرات وما حولها من قرى وتسارعت وتيرة نز المياه من داخل الارض بصورة مفاجأة وسريعة مما دفع بكثير من المواطنين لاخلاء منازلهم وحفظ ممتلكاتهم في الهواء الطلق دون ان يحرك ذلك ساكناً لدى حكومة الولاية والمركز وأصبحت المياه تندفع داخل طبقات الارض الجوفية وذلك ربما لتأثير بحيرة سد مروي على تضاريس المنطقة بأكملها، الامر كذلك يمكن ملاحظته في الابار السطحية الموجودة فهي تكاد تطفح جراء الزيادة الواضحة في مياهها.

المناطق المتأثرة في السودان

بحيرة السد

عدد من المواطنين يرون ان السبب هو بحيرة سد مروي هذه الظاهرة لعدة اسباب رغم ان الوصول لهذا التأكيد يحتاج إلى دراسات حتى الوصول للحقيقة فبعض الباحثين يفترضون انه من الممكن ان تكون هذه الظاهرة بسبب سد مروي فعلا وقد تكون بغيره ولكن لا يمكن أن نصل لهذه النتيجة بدون دراسة الظاهرة بواسطة الجهات المختصة، لذلك يطالب اعيان المنطقة بصورة مستمرة بضرورة قيام دراسات مستقلة حول النز.


اسباب اخري

رغم افتراضات المواطنين إلا ان بعض الخبراء والمختصين في علم الجيولوجيا والمياه الجوفية لديهم تبريراتهم في أسباب تمدد ظاهرة النز كما يتفقون في بعض المسببات بحسب ماذكر الخبير والمختص آدم محمد خدام في تصريحات صحفية عن الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة حيث قال من العوامل الاساسية المسببة لهذه الظاهرة هي عدم وجود منظومة هندسية متعارف عليها لجمع ومعالجة والتخلص لمياه الصرف الصحى والعامل الثاني هو التسرب من شبكات مياه الشرب نسبة لضعف التصميم والمواد المستخدمة غير المطابقة للمعايير المحلية والعالمية مشيراً الى أن أكثر المدن التي ستتضرر من ظاهرة النز مدينة أمدرمان محذراً من تمدد الظاهرة لافتاً الى أن الحلول تكمن في تشييد شبكات للصرف الصحي والمعالج.

تمدد سكاني
بالمقابل يختلف المختص عبدالله محمد شقدي مع خدام حول السبب الرئيس لهذه الظاهرة ولكن يتفق معه في بعض المسببات حيث قال السبب الرئيس لهذه الظاهرة هو مشكلة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية في المدن بسبب زيادة المياه الواردة الى الجوفية بجانب تسرب شبكات إمداد المياه والصرف الصحي وعزا ذلك الى النشاط السكاني والعمراني الكبير في المدن الذي يؤدي إلى زيادة ايراد المياه الجوفية واضاف بمرور الوقت يؤدي ذلك الى ارتفاع مناسيب الجوفية واقترابها من سطح الأرض وستتأثر المنازل وتتعرض للهدم وتصبح المنطقة غير صالحة للسكن واستخدام نظام الصرف الصحي والسايفون مستحيل ويموت الزرع وأثر هذه الظاهرة خطير على السكان ومضى بالقول من اوائل المناطق التي ظهرت فيها هي (امدرمان وشارع الزلط بتاع ازهري وعمارات وسط امدرمان) مؤكداً تمدد الظاهرة حال لم تتم معالجتها وتابع بدأت الظاهرة تظهر في المعمورة شرق الخرطوم ومناطق اخرى منها كافوري ولكنها حتى الآن محدودة وذكر هناك قرى بالشمالية تركها أهلها والظاهرة مرتبطة بالنشاط السكاني وقال أكبر مشكلة تواجهنا هي الصرف الصحي ومن المفترض أن يراعى التخطيط والتنمية العمرانية معالجة التنمية المستدامة في المنطقة وزاد قائلاً “للأسف ما بنتبهوا ليها ولا بد من دراسة جميع الجوانب” محذراً من حدوث آثار كارثية على السكان مطالباً الجهات المعنية بالإسراع في معالجة هذه الظاهرة .

اسباب خفية

مديرة كرسي اليونسكو للمياه المكلفة منى محمد مسند فرح تقول ان هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة حيث ان المشكلة الاساسية هي ضعف البنية التحتية خاصة في ظل يغاب نظام الصرف الصحي بجانب شبكات المياه القديمة والمنتهية وأضافت الظاهرة الآن في ترحل وتمدد وهناك مناطق كثيرة بدأت تتأثر في أمدرمان خاصة حي الملازمين وبيت المال وامتدت الى أبو روف وود نوباوي كما بدأت بالظهور في شمبات الحلة وأوضحت قائلة معظم المناطق التي بها مشاكل هي قريبة من البحر ولكن تعمقت الظاهرة حديثاً وأصبحت على نطاق واسع وستتأثر جميع المنازل لافتة الى تأثر بعض مناطق الشمالية منوهة الى أن الحل الجذري هو قيام نظام صرف صحي جيد.

 

ظاهرة معقدة
وبحسب المواطنين فإن الظاهرة ليست محصورة فقط في النز ولكن اقتراب المياه الجوفيه،ففي بعض المناطف التي تعاني من النز في السابق كانو يحفرون عشرين متراً للحصول على مياه والآن عند حفر أربعة أمتار فقط تجد المياه السطحية وهناك مناطق تخرج فيها المياه الى السطح مما أثر بصورة كبيرة وهذا واقع وأضاف خبراء الجيولوجيا يقولون إن هناك تشققات تحدث في الطبقة الجوفية وتؤدي الى اندفاع المياه نحو السطح وهناك من يقول إن مياه الأمطار في الفترات السابقة في المدن كانت تذهب الى النيل والمصارف الطبيعية بسرعة ونسبة للتعدي على المصارف والوديان بالبناء عليها لذلك تتسرب المياه الى التربة وآخرون يقولون إن الشوارع التي تم تشييدها على النيل أدت الى بطء تصريف المياه الى النيل ومكوثها في التربة فترة طويلة وتابع نظرية أخرى ايضاً تقول ان هذه أنهر قديمة جداً تحت سطح الأرض كل هذه الافتراضات جيولوجية وكبيرة لكن لاستخدام السايفون والمصاصات وغيرها من الطرق المحلية في التصريف.

من هيئة التحرير

ان ظاهرة النز تعتبر من اكبر المهددات البيئية التي تعاني منها عدة مدن سودانية في الوقت الذي لاتجد فيه الاهتمام الاعلامي الكافي ولاتهتم بها السلطات الحكومية بحسب نظرتهم ان امور المعيشة اليومية هي الامر المهم بالنسبة لهم، لذلك لابد من التركيز علي عكس الامر للجهات المحلية والدولية المسؤلة عن هذه الامور وصولا لحلول تقي هؤلاء المواطنين شرور تغير متاخي لم يشاركو في اسبابه.