وفقًا لمنظمة فريدوم هاوس ، وهي منظمة امركية غير حكومية احتل السودان المرتبة ” 28 من أصل 100 ” دولة في تقرير حرية الإنترنت الصادر للعام 2024 الذي شمل 72 دولة. هذا التقرير وضع السودان ضمن قائمة الدول التي لا تتمتع بحرية في استخدام الإنترنت لم يكن خارج التوقعات نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ ابريل الماضي.
وفي ظل غطاء من الرقابة الشديدة، يعيش السودانيون في عالم افتراضي مقيد، حيث كل كلمة تكتبها، وكل فكرة تتشاركها، تخضع للمراقبة والتقييم. هذا الخنق الرقمي يخنق الاقتصاد السوداني، ويحرم الطلاب من التعليم، ويحد من قدرة رواد الأعمال على الابتكار.
ترتيب السودان بحسب التقرير

تقيد وتراجع:
وأصبح السودان ساحة حرب رقمية، حيث تدمرت البنية التحتية للإنترنت وتعرضت لقطع متعمد ؛ وذلك بفعل الصراع الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني. هذا التعتيم الرقمي ليس مجرد انقطاع في الخدمة، بل هو سلاح يستخدمه أطراف الصراع لتعميق الأزمة الإنسانية، وإسكات الأصوات المعارضة، لتعزيز رواياتهم الخاصة. فقد حُرم الملايين من السودانيين من الوصول إلى المعلومات الحيوية، وعزل الناشطين والصحفيين، وحول البلاد إلى سجن رقمي.
تتجاوز آثار هذا التعتيم الرقمي وتقييد حرية التعبير، إلى إعاقة جهود الإغاثة الإنسانية، ويحول دون وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة، ويمنع المواطنين من توثيق الجرائم التي ترتكب بحقهم. كما أنه يهدد بعرقلة عملية الانتقال الديمقراطي في السودان، ويقوض جهود بناء دولة المؤسسات. وإن ما يحدث في السودان هو مثال صارخ على كيفية استخدام التكنولوجيا ” كسلاح ” في الحروب الحديثة.
نسبة مستخدمي الانترنت منذ فبراير 2024 في السودان
